اخواني الكرام، يبدو أن زماننا هو زمن الرداءة بامتياز، فاهتمامات الشباب تافهة وكذلك هواياتهم،
لدرجة أن اصبحوا يكرسون وقتهم للاشياء السخيفة. أتذكر ما قاله لي صديق بأنه كره الذهاب الى
المقهى بسبب كثرة ما يسمعه من الكلام الذي يردده رواد تلك المقاهي، هناك من الشباب من شدة
اعجابه بلاعب كرة يهتم بكل تفاصيل حياته، وكما قال لي صديقي بانه مما كان يلتقطه من حديث أولئك
الشباب أنه يوجد بينهم من يعرف متى يستيقظ اللاعب الفلاني وبماذا يفطر في الصباح بالقهوة ام
بشيء آخر، ومتى ينام هل باكرا أم متاخرا واشياء من هذا القبيل. انا لست ضد حب لاعب معين لكن
ليس الى درجة الاهتمام حتى بجزئيات حياته. هؤلاء على الاقل يهتمون بنجم رياضي، ماذا نقول عمن
يهتم بمطرب أو فنان ما ويقلده في طريقة لباسه وكلامه، لدرجة أن قال لي أحد الاشخاص بأنه لاحظ
شيئا وهو أنه هناك من الفتيات من يقلدن فنانة في تسريحة شعرها وكلما غيرت تلك الفنانة التسريحة
الا وتجدهن يفعلن الشيء نفسه. تصوروا معي لو أن عالم ذرة مشهور زار بلدا عربيا وفي نفس الوقت
زار ايضا فنان مشهور ايضا نفس البلد تصوروا معي ماذا سيحدث، اكيد سوف يتم تجاهل عالم الذرة
ولن يهتم به الا العلماء أمثاله أو الباحثين أو الطبقة المثقفة التي ستكون قليلة بالمقارنة مع الفئة
العريضة من المثقفين المتواجدين في تلك الدول. في حين أن ذلك الفنان سوف يحتشد الناس من كل
حدب وصوب بغية رؤيته وسيقابل بالتهليل والتصفيق عند مروره من امامهم، وربما سيتقاتلون
ويتدافعون نحوه قصد مد يدهم اليه ليلامسوها، كأنه اصبح الها يتبركون بلمس يده !!!!!، أو لالتقاط
صورة تذكارية لهم معه. صراحة مثل هذه الامور يندى لها الجبين، الهذا الحد وصلت التفاهة
بشبابنا واصبحوا غارقين في عالم الرداءة.