دخل قناة 'الجزيرة' القطرية نهاية هذا الشهر عامها الرابع عشر في البث الفضائي وسط ثورة داخلية ناعمة من المنتظر ان تشمل سياسات المحطة المستقبلية وبرامجها ومفاصل البث والانتاج وقطاع الاخبار وتغيير بعض الوجوه.
ووسط ازمة الركود الاعلامي، الذي تختبره المنطقة، ستطلق 'الجزيرة' ما يمكن تسميته 'تلبيس الشاشة الجديد'، وهو التغيير الذي سيطال شكل شاشة 'الجزيرة' ومستويات الغرافيك والالوان وشارات البرامج، والاستعانة بأحدث تصاميم استوديوهات البث التي تعتمد احدث تقنيات الاتصال.
تدخل قناة 'الجزيرة' القطرية نهاية هذا الشهر عامها الرابع عشر في البث الفضائي وسط ثورة داخلية ناعمة من المنتظر ان تشمل سياسات المحطة المستقبلية وبرامجها ومفاصل البث والانتاج وقطاع الاخبار وتغيير بعض الوجوه.
ووسط ازمة الركود الاعلامي، الذي تختبره المنطقة، ستطلق 'الجزيرة' ما يمكن تسميته 'تلبيس الشاشة الجديد'، وهو التغيير الذي سيطال شكل شاشة 'الجزيرة' ومستويات الغرافيك والالوان وشارات البرامج، والاستعانة بأحدث تصاميم استوديوهات البث التي تعتمد احدث تقنيات الاتصال.
وتحديث الصورة هذا، سيرافقه تحديث واسع لبرامج المحطة في الشكل والمضمون، حيث يتوقع الغاء بعض البرامج وتقصير مدة بث اخرى، وادخال برامج حيوية جديدة. وعلمت 'القدس العربي' ان اهم البرامج التي ستتوقف هي 'اكثر من رأي'، الذي يبث من لندن ويقدمه الاعلامي المخضرم سامي حداد، والذي كان اول برنامج تبثه المحطة
عند بدء ارسالها في الاول من تشرين الثاني (نوفمبر) عام 1996 . ويتداول الاعلاميون ان يحل مكانه برنامج جديد يقدمه المذيع السعودي علي الظفيري.
كما يتردد ان 'المشهد العراقي' سيلغى من قائمة البث، اذ تعول المحطة على عقد اتفاق مع العراق يصفي الاجواء المشحونة بينهما، بحيث يمكن فتح مكتب جديد للمحطة يقوم بمهمة التغطية الشاملة لاحداث العراق والتعليق عليها، بعد ان كانت 'الجزيرة' أنشأت أول مكتب لأول قناة عربية هناك، اثناء الحرب على العراق، حيث ساهم في نقل
أجواء الاحتلال وتداعيات الحرب، الأمر الذي أزعج الحكومات العراقية المتوالية، حتى أغلق المكتب.
ومن المرجح ايضا الغاء 'الجزيرة هذا الصباح'، ليتم استبداله ببرنامج جديد اقصر وبوجوه جديدة كذلك وبمضمون اشمل، بينما ستقلص مدة 'حصاد اليوم الاخباري' بحيث يصبح ساعة بدلا من ساعتين، اي يعود الى صيغته القديمة. وترشح المعلومات ان برنامجي 'منتصف اليوم' و'المساء' سيتغير شكلهما وتتقلص مدد بثهما لصالح التوجه العام للمحطة بالتركيز على البرامج الاجتماعية والاسرة والمرأة والطفل، اضافة الى تطعيمها ببرامج جديدة للشباب تعنى بشؤون تكنولوجيا العصر والاعلام والسيارات، بعد الأخذ على المحطة عنايتها بالشؤون السياسية فقط. وتجري حركة تغييرات وتنقلات داخلية في اقسام المحطة، ويتم توسيع وتعزيز شبكة المراسلين ومكاتب المحطة في العالم، كما يتم استقدام محررين وصحافيين جدد من متدربي 'الجزيرة'، ووجوه شابة، بعد التغيير الذي تم في مجلس ادارة المحطة مؤخرا، وتطعيم المجلس - الذي يرأسه
الشيخ حمد بن ثامر آل ثاني - بإعلامية مصرية واخرى قطرية، بحيث يصبح المجلس شاملا ومتنوعا.
وتأتي اعادة هيكلة القناة مع دخولها عامها الرابع عشر، بعد استعانة 'الجزيرة' بمؤسسة استطلاع الرأي الامريكية 'نيلسون' التي احدثت صدمة حول نسبة مشاهدة بعض البرامج، بحيث تصدر برنامج 'الاتجاه المعاكس'، الذي يعده ويقدمه الدكتور فيصل القاسم برامج المحطة بتسعة وثلاثين بالمئة من مشاهدي القناة، تلاه برنامج 'الشريعة والحياة' ومن ثم 'ما وراء الخبر'، فيما تراجعت معظم البرامج بشكل حاد وسجل بعضها شبه موات.
ورغم المآخذ على مهادنة القناة، التي تعرضت لاكبر حملة عربية وغربية في تاريخ الاعلام، الا ان مؤسسة استطلاع الرأي كشفت ان 'الجزيرة' ما زالت تحتل المكانة الاولى في العالم العربي من حيث عدد المشاهدين، وتتقدم على أقرب منافسيها وهي قناة 'العربية' بنحو ثلاثة اضعاف.
واتخذت قناة الجزيرة موقعا متقدما في العديد من الدراسات واستطلاعات الرأي التي أجريت من قبل جهات عربية أو أجنبية . فطبقا لنتائج استطلاع رأي نشرته صحيفة 'الواشنطن بوست' شمل 120 محطة تليفزيونية عالمية يستقبل إرسالها في منطقة الشرق الأوسط احتلت قناة الجزيرة مرتبة الصدارة كمصدر للمعلومات.
كما خلصت دراسة أجرتها مؤسسة (Spot Beam Communications) المتخصصة في شؤون الإعلام الفضائي إلى أن قناة الجزيرة تحتل موقعا رائدا في تنمية وتطوير البث الفضائي في العالم العربي، وتعتبر المسؤول الأول عن التغيرات الجذرية التي تطرأ على الإعلام المرئي. لكن السؤال الذي يطرحه المتابعون هو: هل ما زالت 'الجزيرة' هي نفسها جزيرة التأسيس؟
الاجابات لا تختلف حول حدوث تراجع وانما حول حجم هذا التراجع، فهناك من يبالغ في تقديراته لأسبابه الخاصة، وهناك من يرى انه تراجع طفيف من منطلق محبته للمحطة.
وعلمت 'القدس العربي' ان قناة 'بي بي سي' الاخبارية العربية تستعد ايضا لقفزة نوعية جديدة، من حيث الشكل والمضمون، فهي تبني 'استوديو' حديثا واعدت خطة برامج جديدة، وتعاقدت مع مذيعات ومذيعين جدد، وكان من المتوقع ان تكشف عن هذا التطوير في منتصف شهر تشرين الاول (اكتوبر) الحالي، اي ان تسبق 'الجزيرة'، ولكن البيروقراطية البريطانية حالت دون ذلك، واجلت الانطلاقة الجديدة الى بداية العام.